اناقة فتاة 2

أي قلبٍ لم يرتجف لوقفة الحسين (عليه السلام) وحيداً؟

في لحظةٍ خالدةٍ من التاريخ، تجسّد كلُّ معاني الثبات والإيمان في صورةٍ تهزّ الوجدان وتطرق أبواب القلب.

يقف الإمام الحسين (عليه السلام) وحيداً، تحاصرهُ جموع الأعداء المدجّجين بالسيوف والرماح، لكنّه شامخٌ كالجبل، ساكنٌ كالسيف المغمد، تفيض عيناه يقيناً ويهتف قلبه: "اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدّة...".

لم يكن وحده؛ كان معه الله، وكان معه الحق، وكان معه دمٌ سيُكتب به تاريخ الطفّ بمدادٍ لا يزول، نظراته تخترق صفوف الظلم، وصمته أبلغ من كل صراخ، وسيفه المغمور بالنور كان يعلم أنه لن يُرفع للدنيا، بل لسماء الشهادة.

في تلك اللحظة، لم يكن الحسين (عليه السلام) يطلب نصراً دنيويّاً، بل كان يُمهّد طريق الخلود، ويغرس راية "هيهات منّا الذلّة" في قلب الأرض، لتبقى ما بقي الليل والنهار.


يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتْ ، وَعَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُكَ فِي السَّمَاوَاتِ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ
ياسيدي ..أَسْألُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصَابِي بِكُمْ أَفْضَلَ مَا يُعْطِي مُصَاباً بِمُصِيبَتِهِ.

2 months ago | [YT] | 291