اقرأ : العقيدة في دين الإسلام .

مفهوم الهداية .

بسم الله الرحمن الرحيم 

أو تَقُولَ لَو أَنَّ اللهَ هَدَ'نىِ لَكُنتُ مِنَ آلمُتَّقِين .

من شرح صدرهُ للإسلام واسلم وجههُ لله تعالى ، وآمن بكتبهِ وبأنبيائهِ ورسلهِ ، قد إهتدى إلى طريق المستقيم وادرك الغاية من وجودهِ ،

لأن الهداية والإيمان ليس بالتمني ،
وإنما ماوقر في القلب وصدقه العمل .

أمَّآ العاصى والمذنب يتهرب من الحقيقةِ ويبرءُ نَفسهُ الأمارةَ بالسوء ، ويتبع هوى شيطانهِ ويجعل كفرهُ وشركهُ ومعصيتهُ وذنبهُ وجهلهُ على
أن الله تعالى ، لم يَهديَهُ ،

ويطلب لهُ الهداية من العالم الفلاني او من هذا السيد أو من ذاك الشيخٍ أو من الإمامٍ الفلاني ويتوسل ويذل نفسهُ بين أيديهِم ويستعينُ بهِم ليدعوا لهُ من الله تعالى ، أن يهديهُ
ولا يعلم أنهُ قد اشرك بربهِ وخالقهِ بعملهِ هذا ؟؟..
ولا يتدبر قول الله تعالى : قال :
وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان .

إن الله تعالى ،
جعل مطلق حرية الأختيار خاضعةً لإرادة الإنسان ومشيئتهِ ليختار دينه وعقيدته وعمله كيف مايشاء .

والكتاب الذي انزل على رسوله لهداية جميع الناس وهو الطريق الموصل إلى معرفة الله تعالى ،
وللناس لهم حرية الأختيار والإرادة والمشيئة في طاعتهم وعبادتهم لأنهم مخيرين ،

فالأنسان هو الذي يختار لنفسهِ طريق الهداية لمعرفة الغاية من وجودهِ ،
أو يسلك طريق الضلالة .

وإذا آمن وحمدَ وشكر  الله تعالى ، واطاع الرسول يكونُ قد حقق الهدف من الهدايةُ والرشاد .

قال تعالى :

إنّا هَدَينَاهُ السَّبيلَ إمَّا شَاكِراً وَإمّا كَفُوراً .

إن الله تعالى بين للإنسان الطريق الذي يأدي به إلى الهداية
والذي يختار الإيمان قد إهتدى .
ومن يختار الكفر ويشرك قد إختارَ طريق الضلالة .

الهدايةُ نوعان ؟

1 . الهداية الإختيارية : وهي خاضعة لإرادة الإنسان ومشيئتهِ وله مطلق حرية الإختيار في مشيئتهِ ،
بإتباع كتاب الله تعالى . من عدمها .

2 . هداية المعونة : تأتي مباشرةً بعدما يستسلم العبد وجههُ لله تعالى ، ويؤمن الأيمان المطلق واليقين التام باليوم الآخر ويعمل صالحاً ، 
فيزيدهُ الله تعالى ، من فضلهِ ورحمتهِ بالتوفيق والثبات ويمده بنصرهِ .

مفهوم آيات الهدى في القرآن الكريم ، واضح وجلي ولكن أكثر الناس
لا يحيطون بها علما ولم يتحرَّوا عن مفهومها ، ولا يعقلون ولا يتدبرون آيات القرءان ولا يهتمون بما جاء فيها .

هناك أكثر من ( ٢١٥ ) آية في القرآن الكريم يتفضل علينا الباري عزه وجل ،
ويرشدنا بها حتى ندرك ونعي مفهوم الهدايةِ لنكون من عبادهِ المهتدين وأن يكون الدين الخالص لله تعالى ، وأن لا نشرك معهُ في طاعتنا وعبادتنا أحداً .

وهناك بعض من الناس يشرك ويدعوا من عبد من عبيد الرحمن ويطلب منهُ حاجاته ويتوسل بنبي او بإمامٍ او بسيدٍ او بشيخٍ أو بعبدٍ مخلوقٍ ،
والمخلوق بذاته ناقص ومحتاج لرحمة الله تعالى ونعمهِ ، كيف تستعين بمن كان محتاجاً وناقصاً ؟..

كما كان حال كفار قريش يطلبون حاجاتهم ويذبحون القرابين لآلهتهم ؟
ويقولون لا نعبدهم  بل ندعوهم ليقربونا الى الله زلفى ،
هكذا اليوم حال كثير من المسلمين الذي تفرقوا واصبحوا طوائف وفرق ومذاهب ويدَّعون أنهم على حق ، والحق منهم براء ؟..

قال تعالى :

وَمَا يُؤمِنُ أكثَرَهُم بِاللهِ إِلَّا وَهُم مُشرِكُون .

يجب علينا طاعةُ الله تعالى ،
بما أمرنا ، وبما نَهانا ،
وإن آمنا وتمسكنا بها ،
فهذه هي الهداية والرشاد بعينها .

ومن الناس من يهتدي ،
ويهدي غيره ؟

ومنهم من يضل ، ويضل غيره ،
ويأبى ولا يرضى أن يهتدي ،
ويسير في طريق
غير هدى الله تعالى ،
ويقع في شباك شياطين الأنس والجان ، ويكون مع المضلين والكافرين  والمشركين  والفاسقين ، 

ورغم ضلالتهِ يطلب الهداية من مخلوق محتاج وناقص ويدعوا من هذا الإمام ومن ذاك الشيخ ومن هذا ومن ذاك ؟؟.
ولم يسعى ولم يتدبر آيات القرءان ولن يتحرى عن مفهوم ومعنى الهداية والرشاد في كتاب الله تعالى .
  
قال تعالى :

مَّنِ آهتَدَى فَإنَّما يَهتَدِى لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإنَّما يَضِلُّ عَلَيهَا وَلاتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أخرَى وَما كُنّا مُعَذِّبينَ حَتَّى نَبعَثَ رَسُولًا ، ١٥ الأسراء .

والله تعالى اعلم وأعلى شأناً وقدراً .

والحمد لله رب العالمين .

1 year ago (edited) | [YT] | 95