كانت لحظة انبلاج الأمل، وميلاد المستحيل،و شروق الشمس من غرب السياج على كل الوطن، كان لحظة تبدد الخرافة، وانهيار الوهم، وانجراف ما شيدوا من حصون وجدران وأسلاك، لحظة مساس الحلم ومعايشة الحقيقة وإعلان التحرير ولو لساعات.. لهذا كان انتقامهم هستيريًا مسعورًا متحللًا من كل القيود والشرائع والمعقول والممكن، لأنهم يريدون كي الوعي، ونسف الذاكرة، وتحويل الحلم إلى كابوس، والفكرة إلى لعنة، والقرار إلى انكفاء أبدي، لأنهم يريدون مصادرة الشعور والرمزية والإرادة والجرأة على وهمهم المشيّد.. لهذا سنبقى متمسكين بتلك اللحظة، بتلك المشاهد، بتلك الروح، لأنها أول مسامير نعش أساطيرهم وأوهامهم.
لم يكد أكثر من 500 مختطف يتحررون من معسكرات اعتقال هؤلاء القراصنة، حتى حل مكانهم قرابة 200 جدد، بعد مداهمة واختطاف أسطول الحرية فجر اليوم، والسطو على سفنه الـ 11، والنشطاء على متنه الذين كانوا في موجة جديدة من انتفاضة البحار لكسر الحصار عن غزة.
هؤلاء، مهما قال عنهم حلفائهم في الغرب أنهم دولة وجيش، هم ليسوا أكثر من عصابة قراصنة، لا يجيدون سوى السلب والنهب والعدوان أينما طالت أذرعهم، هذه هي حقيقتهم، وهذا هو الواقع الذي جعل شعوب العالم تضيق ذرعًا بوجودهم من أصله.
الحرية لـ غزة، والحرية لأسطول الحرية، ولكل من ركبوا البحر أملًا وسعيًا لكسر الحصار الذي عجزت عنه دولنا وأنظمتنا وحكوماتنا العربية والإسلامية.
لن يسلبوا منا ذكرى العبور الكبير، لن يسلبوا منّا يوم كتبت غــ..زة بداية تاريخ جديد لمرحلة لا رجوع بعدها، يومٌ من أيام الله، مهما اجتمع العالم على نكرانه، سيظلّ هو ذكرانا الخالدة!
دع عنك كل ما قالوا وما يقولون، أبق سمعك وبصرك وقلبك وكل حواسك مع الأرض وأهلها، من يعلمون الحقيقة حق اليقين، من لازالوا في قلب العاصفة، وتحت النار.. وانفض من حولك كل أكاذيب الهدوء والتراجع والهدن المزعومة، فكلها موجات موجّهة، تثبيطًا وخداعًا ليمعنوا في القهر الممتد منذ عامين.
أثناء السفر وحجز الفنادق وتذاكر الطيران، تذكر غزة، تذكر إخوتك في الضفة، تذكر المهجرين قسرًا من بيوتهم في جنين وطولكرم، والتجمعات البدوية التي أخليت بالكامل لبناء مستوطنة، تذكر ذلك الأبيض الذي أغار على منزل ريفي فلسطيني ذات مساء وسرق دجاجة وحمارًا
من العدم، من المستحيل، من الخراب المتصل، تحت النار والقهر المستمر، بعد أن دمرت المشافي وأحيلت خرابًا، يواصل أبطال وبطلات الهلال الأحمر الفلسطيني أداء الواجب، في مشفى شيّد من ألواح الصفيح في ساحة الـ,ـىىىىرايا وسط مدينة غــ.زة.
ليس هذه الصورة مدعاة للفخر والانتشاء والبهجة، بعد عامين من القهر الممتد، تستند غزة وحيدة على أبنائها وبناتها من أطباء وطبيبات، وممرضين وممرضات، ومسعفين ومسعفات، بين ألواح الصفيح، وفي ظل إمكانيات معدومة، لأن أمة كاملة امتلكت كل أسباب القوة والثراء والقدرة، ظلت تتفرج عمياء صماء كالقبور.
هذه الصورة حجة علينا كلنا، على المليارين، على البضع وعشرين دولة عربية، وقرابةالستين دولة إسلامية، على عالم كامل من المحيط إلى الخليج، ظل عاجزًا لأربعة وعشرين شهرًا عن أن يخطو خطوة واحدة للضغط وقلب المعادلة وانتزاع مطالب بالحد الأدنى.
لا تنجرفوا خلف الأخبار ومستجداتها، القول الفصل لمن هم تحت النار، أما كل من هو خارج غــ.زة، فليس له سوى ميادين النصرة والإسناد والدعم، الرباط الرباط في كل الساحات، نشرًا وتغطية ودعمًا وتبرعًا وإسنادًا وغضبًا، لم ينته القـ،ـصـ.ـف بعد، لم يقف الجنون حتى اللحظة، لا زال القطاع تحت القهر المستمر، ولا عذر لمن ينفض يده .. فالمواجهة طويلة،و الواجب أكبر وأسمى من أن يُترك، ولا عذر لأحد.
في المقطع المجتزأ القصير الخاضع لمقص المونتاج عشرات المرات، ظهر المأفون وزير أمنهم يستعرض عضلاته على مئات المتختطفين من نشطاء أسطول الصمود، يستعرض ببلاهة وعنجهية، يلقي الاتهامات التي تتلبسه وكيانه على من ركبوا البحر سعيًا لكسر الحصار عن أطفال ونساء وشيوخ ومرضى يحاصرهم هذا المأفون وحكومته وداعميه.
في قلب حفلة استعراضه الرخيصة، وفي منتصف كلمته البائسة، يمكن للمشاهد أن يلمح سريعًا موقفًا يختصر كل القول والحديث، حينما هتف النشطاء بأول حروف كلمة “الحرية لـ فلسطين” في وجه المختال ليقطعوا خطابه ويبددو فكرته واستعراضه الرخيص سريعًا، ورغم أن المونتاج قد استأصل هذه الكلمة، وانتقل لكادر آخر، إلا أن حروفنا الأولى ظلت حاضرة، لتوصل الرسالة الأكيدة، والرد الواضح على هذا الدعي ومن معه.
سما القدس
كانت لحظة انبلاج الأمل، وميلاد المستحيل،و شروق الشمس من غرب السياج على كل الوطن، كان لحظة تبدد الخرافة، وانهيار الوهم، وانجراف ما شيدوا من حصون وجدران وأسلاك، لحظة مساس الحلم ومعايشة الحقيقة وإعلان التحرير ولو لساعات.. لهذا كان انتقامهم هستيريًا مسعورًا متحللًا من كل القيود والشرائع والمعقول والممكن، لأنهم يريدون كي الوعي، ونسف الذاكرة، وتحويل الحلم إلى كابوس، والفكرة إلى لعنة، والقرار إلى انكفاء أبدي، لأنهم يريدون مصادرة الشعور والرمزية والإرادة والجرأة على وهمهم المشيّد.. لهذا سنبقى متمسكين بتلك اللحظة، بتلك المشاهد، بتلك الروح، لأنها أول مسامير نعش أساطيرهم وأوهامهم.
49 minutes ago | [YT] | 150
View 1 reply
سما القدس
لم يكد أكثر من 500 مختطف يتحررون من معسكرات اعتقال هؤلاء القراصنة، حتى حل مكانهم قرابة 200 جدد، بعد مداهمة واختطاف أسطول الحرية فجر اليوم، والسطو على سفنه الـ 11، والنشطاء على متنه الذين كانوا في موجة جديدة من انتفاضة البحار لكسر الحصار عن غزة.
هؤلاء، مهما قال عنهم حلفائهم في الغرب أنهم دولة وجيش، هم ليسوا أكثر من عصابة قراصنة، لا يجيدون سوى السلب والنهب والعدوان أينما طالت أذرعهم، هذه هي حقيقتهم، وهذا هو الواقع الذي جعل شعوب العالم تضيق ذرعًا بوجودهم من أصله.
الحرية لـ غزة، والحرية لأسطول الحرية، ولكل من ركبوا البحر أملًا وسعيًا لكسر الحصار الذي عجزت عنه دولنا وأنظمتنا وحكوماتنا العربية والإسلامية.
3 hours ago | [YT] | 735
View 15 replies
سما القدس
لن يسلبوا منا ذكرى العبور الكبير، لن يسلبوا منّا يوم كتبت غــ..زة بداية تاريخ جديد لمرحلة لا رجوع بعدها، يومٌ من أيام الله، مهما اجتمع العالم على نكرانه، سيظلّ هو ذكرانا الخالدة!
22 hours ago | [YT] | 1,518
View 34 replies
سما القدس
“وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ”
1 day ago | [YT] | 2,918
View 35 replies
سما القدس
الموسم الثالث من الشارح على الأبواب 👀
لو كنت مشارك في كتابة الحلقات، شو السؤال اللي رح تحب تبحث عن إجابته؟ 📑
1 day ago | [YT] | 302
View 22 replies
سما القدس
دع عنك كل ما قالوا وما يقولون، أبق سمعك وبصرك وقلبك وكل حواسك مع الأرض وأهلها، من يعلمون الحقيقة حق اليقين، من لازالوا في قلب العاصفة، وتحت النار.. وانفض من حولك كل أكاذيب الهدوء والتراجع والهدن المزعومة، فكلها موجات موجّهة، تثبيطًا وخداعًا ليمعنوا في القهر الممتد منذ عامين.
2 days ago | [YT] | 7,763
View 100 replies
سما القدس
أثناء السفر وحجز الفنادق وتذاكر الطيران، تذكر غزة، تذكر إخوتك في الضفة، تذكر المهجرين قسرًا من بيوتهم في جنين وطولكرم، والتجمعات البدوية التي أخليت بالكامل لبناء مستوطنة، تذكر ذلك الأبيض الذي أغار على منزل ريفي فلسطيني ذات مساء وسرق دجاجة وحمارًا
سلسلة #شركاء_الإبادة
2 days ago | [YT] | 1,901
View 24 replies
سما القدس
من العدم، من المستحيل، من الخراب المتصل، تحت النار والقهر المستمر، بعد أن دمرت المشافي وأحيلت خرابًا، يواصل أبطال وبطلات الهلال الأحمر الفلسطيني أداء الواجب، في مشفى شيّد من ألواح الصفيح في ساحة الـ,ـىىىىرايا وسط مدينة غــ.زة.
ليس هذه الصورة مدعاة للفخر والانتشاء والبهجة، بعد عامين من القهر الممتد، تستند غزة وحيدة على أبنائها وبناتها من أطباء وطبيبات، وممرضين وممرضات، ومسعفين ومسعفات، بين ألواح الصفيح، وفي ظل إمكانيات معدومة، لأن أمة كاملة امتلكت كل أسباب القوة والثراء والقدرة، ظلت تتفرج عمياء صماء كالقبور.
هذه الصورة حجة علينا كلنا، على المليارين، على البضع وعشرين دولة عربية، وقرابةالستين دولة إسلامية، على عالم كامل من المحيط إلى الخليج، ظل عاجزًا لأربعة وعشرين شهرًا عن أن يخطو خطوة واحدة للضغط وقلب المعادلة وانتزاع مطالب بالحد الأدنى.
3 days ago | [YT] | 4,734
View 48 replies
سما القدس
لا تنجرفوا خلف الأخبار ومستجداتها، القول الفصل لمن هم تحت النار، أما كل من هو خارج غــ.زة، فليس له سوى ميادين النصرة والإسناد والدعم، الرباط الرباط في كل الساحات، نشرًا وتغطية ودعمًا وتبرعًا وإسنادًا وغضبًا، لم ينته القـ،ـصـ.ـف بعد، لم يقف الجنون حتى اللحظة، لا زال القطاع تحت القهر المستمر، ولا عذر لمن ينفض يده .. فالمواجهة طويلة،و الواجب أكبر وأسمى من أن يُترك، ولا عذر لأحد.
4 days ago | [YT] | 18,863
View 343 replies
سما القدس
في المقطع المجتزأ القصير الخاضع لمقص المونتاج عشرات المرات، ظهر المأفون وزير أمنهم يستعرض عضلاته على مئات المتختطفين من نشطاء أسطول الصمود، يستعرض ببلاهة وعنجهية، يلقي الاتهامات التي تتلبسه وكيانه على من ركبوا البحر سعيًا لكسر الحصار عن أطفال ونساء وشيوخ ومرضى يحاصرهم هذا المأفون وحكومته وداعميه.
في قلب حفلة استعراضه الرخيصة، وفي منتصف كلمته البائسة، يمكن للمشاهد أن يلمح سريعًا موقفًا يختصر كل القول والحديث، حينما هتف النشطاء بأول حروف كلمة “الحرية لـ فلسطين” في وجه المختال ليقطعوا خطابه ويبددو فكرته واستعراضه الرخيص سريعًا، ورغم أن المونتاج قد استأصل هذه الكلمة، وانتقل لكادر آخر، إلا أن حروفنا الأولى ظلت حاضرة، لتوصل الرسالة الأكيدة، والرد الواضح على هذا الدعي ومن معه.
4 days ago | [YT] | 3,060
View 42 replies
Load more