قلب مع الله لا يتأذى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#تأملات في رحاب اسم الله #الوهاب 👇🏻

✍🏻ورد اسم (الوهاب) ثلاث مرات في القرآن:
1- قال تعالى: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[ آل عمران: 8]
2- و (أم عندهم خزائن رحمه ربك العزيز الوهاب)[ص 9]
3- و(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[ص: 35]
◾ إن الله تبارك وتعالى هو الوهاب بحق إذ هو الذي يهب ما يملك، كما أنه هو الذي يعطي بلا مقابل، و إن أعظم ما وهب الله به العباد والذي لا تعادله هبة، سلامة المعتقد وصحة التوحيد، فيسأل العبد ربه أن يحفظ له ذلك، وألا يحرمه من هذه الهبة وإن من أعظم الدعاء قول العبد: ﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} [آل عمران: 8].
✍🏻ولأنه خالق الهبات، فإنه تعالى يعطي من هباته هو ومن صُنع يده.وإن قيل إنه جل شأنه يبغي من هذا العطاء أن يعبد مصداقا لقوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فإننا نقول: إن هذه العبادة التي تعبدنا بها ليست مقابلا لعطاياه جل وعلا لأنه الغني عما سواه على الإطلاق، ولا حاجة به لغيره في وجوده ولا في بقائه وفي ذلك يقول عز وجل: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ وما ذلك على الله بعزيزٍ)[سورة فاطر 15،16،17]
#دعاء الله باسمه الوهاب:وهذه ثمرة معرفة الله بهذا الاسم الطيب رجاؤه وسؤاله من هباته وواسع فضله سبحانه وبحمده، فمن نظر إلى واسع كرمه وجليل نعمه طمع في رحمته، وخير من عرف اللَّهَ هم الأنبياءُ الكرام عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام.
فقد علَّم اللَّه أولياءه كيف يسألونه الإنعام والإحسان على وجه لا يكون فيه مكر ولا استدراج، كما فعل بالكفار حين خلق لهم ومكنَّهم مما فيه ضررهم وهلكتهم، و عن الهبات المقرونة بالمغفرة، فقد قال تعالى عن نبيه سليمان عليه السلام: { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا }[ص: 35].
ونبي الله زكريا عليه السلام لم يسأل مجرد الولد والذرية ولكنه سأل وليًا للَّه صالحًا، إذ قال: { فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا } مريم: 5
وقد وصف الله عباد الرحمن فكان من دعائهم: { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }[ الفرقان: 74].فهم لا يسألون مجرد زوجة، بل يسألون الصالحة منهن وهذا ما يسعدهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)
#شكر الله على هباته: وعلى العبد أن يقوم بشكر الله وألا يعجز عن شكره وذكره، فعلى العبد إذا سأل لا يسأل إلا الله وإذا أعطى لا يعطي إلا لله، قال تعالى: ﴿ لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ﴾ [الإنسان: 9].و أن يحمده تبارك وتعالى، كما قال خليل الرحمن عليه السلام حين وهبه الله ولديه إسماعيل وإسحاق: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ }[إبراهيم: 39]
◽وليعلم كل من وهبه الله شيئًا من الدنيا أنه زائل عنه ، فلا ينشغل بالخلق عن خالقه، ولا بالرزق عن رازقه، ولا ينشغل بالهبة عن واهبها تبارك وتعالى، ولا يشغله الفاني عن الباقي.
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }[المنافقون: 9]
وقال تعالى: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ }[ الرحمن: 26، 27]
◽و لابد أن يعلم العبد أن الله يهب بحكمة وبخبرة وبعلم وبصيرة بحال الموهوب، فعليه الرضا والقناعة وسؤال الله المزيد، والبعد عن الحسد والمكر.و أن يعلم العبد أن الله يهب للمؤمن والكافر وللتقي وللفاجر، ولا يعني أن هبته الأموال والأرزاق والأولاد والصحة لأعداء الله من محبته لهم، ولا يعني أن قلة ذات اليد للعبد الصالح من عدم محبة الله لهم، لذا قال تعالى: ﴿ وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون ﴾، فليست كثرة الأموال ولا الأولاد التي تقرب إلى الله أو تبعد عنه، فلا يغتر فاجر بكثرة عطاء الله له، ولا يسيء الظن عبد بربه من قلة عطاء الله له.
#الفرق بين الهِبَة والرزق:
#الهبة هي عطاءٌ خالص من الله تعالى، يهبُه لعبده من غير طلبِ سببٍ أو سعيٍ منه، تفضُّلاً ورحمة.ولهذا جاءت في القرآن في مواضع العطاء العظيم الذي لا يُنال بالأسباب وحدها،في قوله تعالى:
﴿ وهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً﴾[آل عمران: 8]
﴿رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً﴾[آل عمران: 38]
﴿و هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِن بَعْدِي﴾[ص: 35]
فهذه عطايا لا تتحقق إلا بفضلٍ خاص من الله.ولذلك غالبًا ما ترتبط الهبات بما يراه العبد مستحيلاً أو خارج حدود طاقته.
#الرزق:هو ما يقدّره الله لك، لكنه مرتبط بالسعي وبذل الأسباب؛ قال تعالى:﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ﴾.[الملك: 15]
و #ختاما إلجأ إلى الله وادعه بالهبات، واطلب منه ما تراه مستحيلاً، فالمحال عندك هو عند قدرة الله أيسر اليسير. وتأكد أن الهبة من الله لا تأتي على قدر سعيك..
بل تأتي على قدر يقينك وثقتك بالله..
وعلى قدر قوة الله الوهاب وتدبيره لك ..
اللهم ردنا اليك ردا جميلا واختم بالصالحات أعمالنا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

2 days ago | [YT] | 3,695