‏𝑭𝑨𝑻𝑰𝑴𝑨

الانسان غالبًا يظن أن فهمه لنفسه كامل وأنه يعي خواطره وحدوده، يصدق أنه يفهم دوافعه وأنّه يقيم اختياراته بموضوعية، لكن الحقيقة هي أن معظم قراراته وحياته تُقاد من دوافع غامضة، من أعمق زوايا عقله الباطن، ومن لحظات ألمْلمْيعِ أنها ما تزال تتحكم في أفعاله
الاعتقاد بالمعرفة الذاتية هي خديعة يلقنها الإنسان لنفسه، وأخطرها لأنه يمنعه من مواجهة ذاته الحقيقية،
كل يوم يحمل داخله طبقات لم يكتشفها بعد، رغبات خفية ومخاوف مدفونة وذكريات تحرك سلوكياته دون أن يدركها
وحين يظن الإنسان أنه يعرف نفسه، يغلق الأبواب على فضوله الداخلي، ويتوقف عن مواجهة خبايا روحه، فيصبح عرضه للخطأ، للجهل، وحتى للخيانة الذاتية أكبر مما يمكن تصوره
الخطورة تكمن في أن هذا الاعتقاد يوقفه عن البحث الحقيقي في ذاته كلما ظن أنه يعرف نفسه، كلما قلّت يقظته لمواجهة خبايا روحه
يصبح أسرى لنفسه بلا أن يشعر
يكرر الأخطاء القديمة ويبرر لنفسه قراراته بالمنطق الزائف
الوعي الحقيقي بالنفس لا يأتي بالاطمئنان،
بل بالقلق المستمر وبالتساؤل عن كل رغبة وكل شعور وكل فكرة ومعرفة أن الإنسان قد يكون غريبًا على نفسه أكثر مما هو غريب على العالم الخارجي

1 week ago | [YT] | 421